بداية الحكاية

         بداية الحكاية

برغبة ملحدة أمد إليك يديّ

يا من تكتب بمداد دمائنا أقدارنا

وأنتظر .....

كغيمة ممسوسة بالجفاف

نفخة من روحك تروي عطشاً

تجاوز حدود السراب

أُناظر الغد يسعى يجرّ ظله

نعشاً يحمل أمانينا مرثية

يُرتل وهم الإثم انشودة

وفراغ الحلم صلاة

ألجم غضب الصمت عن اجترار ضجيجه

أسرق الزمان من عباءة الوقت

أُعيد عقارب الساعة إلى الصفر

وأبدأ بسرد الحكاية

من السطر الأخير

فقد سئمنا من سيرة ميت

يقبع في زاوية الخوف

يُعيد اسطورة الحديد والنار

نسير في ركبه حفاة عراة

نتعثر بآثار خطونا الموجع

يُغرقنا الجهل فيلفظنا النور

إلى براكين الظلام

من الكلمة الأخيرة تولد البداية

فيصمت الموت عن ترديد أسمائنا

يهيل التراب على أحزاننا

ويرحل .

غيابك والقدر

             غيابك والقدر

ما الذي يتغير في غيابك

لأغدو مسلوبة الحياة

يلوكني الملل

تتبدل الأشياء إلى جماد

فالزهر والظل والمطر

تتحول إلى حجر

وغبار الصور تُغلق منافذ الروح

فيسحقني القدر

أفرّ من صمت الضجيج

لجنون الفرح ، يحاصرني الضياع

وتضمني أشباح الضجر

مسورّة بالموت أجمّع نفسي

وابتسامة صوتك تهبني الثبات

لأحارب أصابع البحر

الواهبة لنبضي الغرق

وحيدة بشكل لا شفاء منه

أستحضر بعض عطرك

ألامس جموح حرفك

أتكئ على يائه علّك تأتي

من آخر الحلم

لتوقظ في موتي الأمل .

صك براءة

                      صك براءة

جاءني ضائع الملامح

ك كائن من ورق

باهتاً بلا بريق

لم يمض وقت طويل حتى غدا الربيع خريف

صوته كريح فارغة الصدى

تئن خلف جبال الجليد

نظراته تدور في عتمة مرآة تائهة الطريق

يسير نحو أفق الوهم

يسحب بساطه رويداً رويداً نحو الحريق

ذات نهار هارب من المستحيل

لا يأتيه الليل فيستريح

رفع جسده المعنّى على صليب خَطَاه

مستسلماً على قارعة الذنب

ينتظر عدالة لن تراه

ذاكرة وليد تكون لحداً لشقاه

وأنا يسوعه غافر الذنب

أُحاسبني ... أجلدني

أنتظر بصبر نفذ صبره

مشهد الختام

أمد إليه صك البراءة

قميص يوسف ملطخ بدمي

وأدعي أنه دم الذئب ليس قلبي الذي أدماه

أمحو ذاكرة متخمة بآثام

يتراقص الموت على ايقاعها

أُشرع نافذة في الدياجير لتشرق سماه

فما زال حبيب العمر

رغم ما أقترفت يداه .

انتظار

              انتظار

تلك المدفأة المتكأة على الجدارِ

تعتمل في أحشائها النيرانِ

تفوح منها رائحة

تفشي بخبث خفايا الأسرار

تغفو على ضجيج الذكرى

تصحو حين تختفي عن الرؤى الأحلام

تستقبل ظل القدر القادم

من عالم الغيب

يرتل على سمعي تواريخ مرت

وأخر ستأتي محملة بالأحزان

وأراك تُشعل نارها بسعادة

كلما خبت رميت بعضي

لتزيد في إيلامي

وخطك ما زال على دفتر العمر

يهدني سبيل الضياع

تتشظى ملامحك على أرصفة الذاكرة

تحرس العدم

كل قبلة تجرَ طعم الوداع

كل عناق هروب لاهث

على أطراف الحياة اعدو

لا موطن يأويني

وحيدة كغابة , مقبرة لربيع لفظ أنفاسه

بين براثن الرياح

هو الموت وحده الباقي

على قارعة الوقت

ينتظر ساعة الصفر

ليطوي صفحات كتاب

جففه القمر في ليل الانتظار

في ركابه أغدو

كراحل بلا زاد .

الهجرة إليك

          الهجرة إليك

كهارب لا أدري مِمّ

التجئ إليك

أعبء وطني في زواياك

أبحث عني

أضعْتُني بين أزقة المسافات

تأرجحت بين الجهات

تَلَبَسَني السواد قرناً

غادر بي إلى اللا مكان

في زمان أنتحر الزمان به

يشدني صليبي إلى الموت

يُعمق صدأ الجراح في جسدي

أهاب ركام المشاعر

فأختبئ تحت ثلج المغيب

وهماً ضوئياً أستحيل

أتكئ على مقعد من رمل

أرتل ذاكرة تحتسي الألم

تسير الكلمات نحو هاوية الصمت

تراوغ  الضجيج

يُبعثر الضجر أحلامي

تتوارى الحكايا في جيوبي

تناظر الطرف الآخر من المتاهة

لتمتطي صهيل الخيول

ألتقط الزمان الضائع

من أنفاسك

أُعيد كتابة التواريخ

فأول الفصول أنت

وآخرها أنت

وبدء الهجرة إلى الحياة

منك أنت .

رجل من زمن التتار

رجل من زمن التتار

جاءني بثوب إثم

يتقاطر بدم ضحاياه

عارياً من فضائله

جسداً أثقله الموت يوزع ابتسامته

كبريء يحمل أجنحة طهره

يدون على الهواء حروفاً

في ظاهرها النور وفي ركنها

القصي النار

يسير مزهواً بفخر يعلوه التراب

كخارج من قبر لفظه

من سوء ما اقترفت يداه

يعاهدني على الوفاء

وحبنا المصلوب ممزقاً

يسكنه السراب

ارحل .......

مرتدياً هزائمي

فالبعد عنك يا رجلاً

من زمن التتار انتصار .

سقف المنى

            سقف المنى

ضمني أيها القادم

من تراب الروح

حررني من لعنة الغياب

أزْرع الأفق فراشاً لا يجرفه

الشوق إلى اللهب

صائمة أنا منذ ألف عام

أقايض الخبز بالقمر

أترنح كهمسة من فم مخاط بالشجن

وخيال يسكنه الذهول من سراب

يغرق بالعدم

بلل الصمت المطبق الهواء

فأستحال الصوت وأنَ الكلام

أمشي على الماء كهاربة

من قدر لا يهرب

قبلة سكرى منك

هي سقف المنى

فهب عاشقة حلماً

جنح نحو المحال .

أصمت

          أصمت

أصمت

لقد مللت الكلام

وادعاؤك محبتي

والحب بين دروبك قد ضيع العنوان

وهدير صوتك النابش ذكرى الهوى

لن يُغير الأقدار

رسائلك بالصقيع تلفني

والرسائل الباردة لا تُعيد الحنان

ميت أنت ...

والصمت في حضرة الموت

يزيده وقار .

صدى الأحلام

         صدى الأحلام

تعاهدنا يوماً على الوفاء

بنينا أحلامنا همسة فهمسة

فعلَت همساتنا السماء

وبيتاً تفَتح كزهرة اقحوان

أقمنا فيه أول صلاة

سكبنا خمرنا على أرضه ، سقفه

على الجدران

ثملنا على عزف نبضنا

فتساقط عن وجهنا القناع

مُمَزِقاً نفوسنا ينعيها بدهاليز الخفاء

غبار يغشي أبصارنا

نُدفع إلى الزمن المخادع

يصم أسماعنا الدبيب الخافت

لخطوات القدر القادم

تُنَدي السماء بعرق جحيمها

تمنع عنا الهواء

عراة نسير على حافة الأرق

بأكف ضارعة أمام عقارب الوقت

أن تفر الدقائق من لوح العمر

فيعود ما كان ملتهماً الزمن

ليتركنا حيث كنا في قصر من ورق

نتشبث بأقنعة تمنحنا رغم خداعها

صدى الأحلام .

أيقونة انثوية

                  أيقونة انثوية

جنّ الليل

ولاح في الأفق خيالك

يتحين ساعة الصفر

ليلقي عليّ ظلاله

يمد خطوط الطول والعرض

على أديم جسدي

يرشقها بألوانه

يهز عناقيد صبري يفجر

من ينابيعي خمراً شهياً

ينحتني برغبته تمثالاً من شغف

يُبدع في تلحين آهاتي الندية

يُلبسني لبوس عقل

ويثير زوابع الجنون في

أركاني القصية

يُقايض الروح ببضع همسات

يرسم الحب ايقونة على عروق يدي

يٌشكل نبضات قلبي لحناً شجياً

عاشق أبحث في عينيه عن يقين

يبعثني امرأة

تُعيد مجد السماء انثوياً .