الأحد، 29 أبريل 2012

ترانيم مبتورة الفرح





                                                   ترانيم مبتورة الفرح     

 
مسرح أمامي بستارة سوداء
تُرفع ... تُعزف الموسيقى
ويظهر على خشبته وجوه
أعرفها ... تعرفني
تطلق أصواتاً من بكاء
تزغرد من فرح
تمسح شحوب التعب من لوحتها
الغريبة الألوان
أراني تحركني الأصابع
تدّل عليّ الوجوه
تحت عباءة الخفاء
أسير دون إرادة
أضحك دون فرح
أكتب بحبر مصفر الملامح
ميت الحروف
أرقص مبتورة الأطراف
على ترانيم من عالم مجهول
أجلس ... أمشي
دون حس ...
دون أدنى شعور
خرس يشل صوتي
أبحث عن يديّ
عن أصابعي
عن لغة تكون صلتي
مع واقع متخبط بين التعقل والجنون
أدور في مكاني
كل شبر حولي مليء بالعيون
مراقبة أنا ...
مُعدة أنفاسي
فكل لفتة أو نظرة جريمة كبرى
وكل تنهيدة تُعجل بموتي المحتوم
مسرح كأنه الحياة
أنظر إليه من مقعدي
متسائلة ...
أعرض واحد هو ؟؟؟
فمنذ خلقت لاحوار يتبدل
ولا أقنعة تمزق
والساعة أمامي دون عقارب تدور
ألف .. ألف سؤال
يتساقط تحتي قتيلاً
وحولي فراغ بأنياب ذئب
ويُتمُ ليلي يتشبث بقنديلي المكسور
وخوفي ناقوس يضج
فأي قصة جديدة أنتظر لغد
وأي تاريخ سيُكتب من ظلام اليوم ؟؟!!!




الثلاثاء، 24 أبريل 2012

لا شيء غيرك





                        لا شيء غيرك

نشوة تسكنني تزلزل ما بقي متماسكاً مني
بعد لقاء أحرق أرضي
فأزهرت نرجس وتطايرت أسراب فراش
حول لهيبها ...
أحييتني ...
أخرجتني من قعر قبر
موحش مظلم
أمطرتني بعد تصحر كاد يودي بقلبي
من أي فردوس أتيت
مبشراً بأي دين
وكتابك ضياء يملأ أركان الحياة
أخذتني من غربة الأحزان
أنرت زوايا الحكايا
بشعر من تراتيل تغنت بناي
يحمل العطر يوزعه برقة وحنان
بعثرتني كأصداف صدايّ يرن
بين آفاق تناءت وأبعاد أبت
من يأسها إلا اللقاء
محوت تجاعيد التنائي من على وجه اللقاء
ضممتني فأدركت أنني أحيا
أمومة حبلى بأحلام تمسك بأطراف الفضاء
لا شيء غيرك يحتويني
يبدل الأشياء من سكون إلى صخب
والصمت لجنون الكلام
يبلل شفتيَ بماء روحه
يعصر فاكهة جسدي في كأس رغباته
يعمدني بالتفاصيل الدقيقة
ينثرني على حقل عشقه وشم حب
لا تمحوه قساوة الأيام .


الجمعة، 20 أبريل 2012

عدني



عدني

أخاف أن يأتي
يوماً لا تكون
أفتش عن وجهك
الممتلئ به المكان
أجد خواء يعصف
بي وأحزان تلتف
حولي كعاصفة
ترفعني
ترميني حطام
هاجس يتبعني
يتلمس خطوي
أدخل ممرات سرية
أختفي خلف عباءة
الوقت وأصوت
الزمان
أهرب منه بين زوايا
أتداخل بأركانها
تلفظني متحدية ضعفي
بين براثنه
أرمى ليبلعني
قاتلاً فيّ السلام
أخاف أن أصحو
على صمت قاتل
هدوء يلفني
يمنعني التنفس
يصادر مني الكلام
يمحو همسك
يشل كلماتك
فتقف دون حراك
أهزها
أستنطق روحها
تغادرني دون وداع
تصفعني الأحلام
أخاف من خوفي
حين يدخلني
يسكنني
أدفعه بقوتي
بانهياري
يحاصرني من خلف
من أمام
يمعن حولي
الظلام
عدني حبيبي
أن تّقلب كتاب
حياتي
لصفحة بيضاء
أحيا بضيائها
دون خوف
أو أوهام
عدني
أن تكون حين
أكون
حين لا أكون
أن تكون أضلاعي
المغلقة دون خوف
من اختراقها
فتنهار
كأعشاش حمام
عدني
أن أراك صباح
مساء
في ضجيج الصمت
في صمت الغناء
في التحام الليل
بالنهار
وتزاوج مياه البحر
بالأنهار
عدني
ألا تغيب يوماً
أن تبقى كما أنت
فضاء لا تحده
سماء
عام واحد لا ينتهي
لا تتبعه أعوام .



الثلاثاء، 17 أبريل 2012

رجل السماء




                     رجل السماء

مطر يُغرق الأرض
وصراخ السماء يزلزل الشجر
والحجر والفضاء
وحبك منذ الأزل يُغرقني
بلا مواسم أو غيوم ورجاء
أمد يديّ فينهمر شلال عطر
أرتعش ... فيضمني
يمنحني الدفء
وأمنحه بقية عمر ضاع أوله هباء
أمضي إليك ... معك
محملة بذنوب وآثام بريئة منها
كُتبت عليّ من زمن البلاء
محاصرة بألف قضية
مسورة بألف جدار
مهجرة من أرض سادية الطبع
وحشية الغناء
أنام في ظلمة لا نور يحيط بي
تجوع أفراحي تئن
فتغرس أنياب الحزن
في قلبها سيوف البكاء
جئتني فرحاً لا مثيل له
رجلاً يحارب الحزن
يحتسي من عينيه كؤوس الهناء
تعلقت بطيفك لم أبالي بأحاديث تمر
وعيون تأكلني بحقد
فيسيل دمي بحوراً ويردد القوم
أنهم مني براء
قتلوا طفولتي دون لهو
حرقوا شبابي بإدعاءات سخيفة
وبقايا عادات من عصر الغباء
أسير يدي في يديك
نجاهر عمداً بحبنا
فليلعنوني صبحاً
ويتمتموا لعناتهم في المساء
وليكتبوني في صحائفهم شقية
وبين دفاتر الشعر أنا
قديسة الشعراء

أحبك ...
منذ وجدت أفتش عنك
وأخيراً قدمك القدر لي هدية
من رب السماء



الأحد، 15 أبريل 2012

استغفار





                       استغفار

حياتي حلم يطوف أمامي
صور تتلى وأصوات أنغام
تصم أذاني
سرت في دروبها دون تذكر
لغد يأتي .. لا غد بعده
ويوم ينقضي يقضي على آمالي
تناسيت الموت حتى كأنني
أعش أبد الدهرِ
تجرعت خمر الحياة حتى سكرت
تهت في حلوها وفي فمي
طعم المرارة أحلى شرابِ
وستائر الندم تسدل على روحي
ظلام أسير نحوه
وشمسٌ في داخلي تدك أبوابي
أغمض عيني عن نورها
أركب موجة اللهو واللغو
أصاحب الأحبابِ
كتبت ألف قصيدة في حبها
مددت لها يدي وأنيابها تغرس
في أضلعي كقطيع ذئابِ
وينزف بين دروبها دمي
ومن أشواك المعاصي ثيابي
غادرة هي ...
قاسية لا قلب لها
تذبح من يطلب ودها
تدير ظهرها وصراخنا
يتجاوز حدود السحابِ
الهي ...
عدت إليك وذنوبي
تغطي سمائي
تردم بالآثام أرضي
أعض على شفاه الندم
وفؤادي يعودي من هول يوم الحسابِ
أسقطت عقابك من حسابي
تماديت بعطفك وكرم عفوك
فارحمني بحسن ظنك
وتجاوز عن أخطائي بجود كرمك
وتقّبل إليك إيابي
إلهي ...
ببابك أقف لا جاه ولا حسب
أجثو وعرق الخزي يغرقني
فأحبو وسط الضبابِ
أغفر لمن خلقت من ضعف فتمرد بجهل
وشفيعي أني ما عرفت سواك إلهاً
وما سجدت يوماً لغير عليائك
وما طرقت باباً غير بابك
وصلاتي فرضاً ما ضيعته يوماً
رغم الضياع الذي كان باغترابي
فأمحو من كتابي ما خط الزمان به
وفي يميني صحائفي بيضاء بغير عذابِ
أنت الرحيم الهي
فأرحم ضعفي وذلتي
وأدخلني جنة دون حساب أو عقابِ .