مناجاة قلب
تغيب ...
وأغيب عن كل شيء
تسحب الحياة بساطها من تحت قدميّ
تغادرني أنفاسي ببطء شديد
تحمل بين شهقاتها ذكرياتي السعيدة
أنسام رائحتك على جسدي
تحلق فوق شرفة اللقاء المغادر
وأغمض قلبي عما سواك
فلا يرى قادم أو مغادر
كيف لغيابك أن يطفئ الشمس
يكسر نور القمر
مبعثرة انا ................
أفتش عني بين أشيائك
أجدني غارقة بحزني
ألتحف الشوارع الباردة
ينشد المارون المطر ... وأنشد دفئك
هدأة لقلقي المستعر وناري المتقدة
شوقاً لبردك ......
أغزل من السحاب رداءاً أستر عريي
أقتات خبز المرارة من يد الصد
يرسم الليل على وجهي ظلام حزنه
يخط على جسدي دروب صقيعه
أحمل طفله المستحم بالوحل
أمسح وجنتيه بارتعاش خائفة
من موته دون أب ..........
أضمه صدراً بلا دفء
وأُغيب عن بؤسه بصري
وأعود إليك يا من لا رحيل عنه إلا إليه
أكتب على عروق يديك قصيدتي
وأبث لصفاء عينيك اشتياقي
وأنتظر كما العهد القديم
عودة النبي من عالم الغيب
ليولد النهار ويبتسم القدر .