تساؤل ينوح

ذاكرتي وطن جميل

الوعد محض وهم

رسائل لرجل لا يقرأ

نزيف الذاكرة

ضفاف الوجد

على ما يرام

على ما يرام


 استلقى الصمت لينام

مشرعا الأبواب لضجيج الكلام

الحروف ترتجف بردا

عارية من المعاني

تتدثر بالصخب

تجمدت الحياة عند نقطة البدء

يجلس الوقت في الإنتظار

أصابع الزمن تعبث في قبور الذاكرة

تستحضر أشباح الماضي من عتبة الغبار

تعيد من عمق الألم جرحا

ما زال يحمل رائحة الدم تذكار

ميتون نحن ولكننا على ما يرام  .

مقصلة الوقت

مقصلة الوقت



يمضي الوقت بطيئاً

محملاً برائحة الحزن

ينفض آخر فتات الفرح

عن ردائه الكالح

يُعيد ترتيب السواد

وفق جدوله الزمني

رفيق بعشاقه

يمد لهم سجاداً من الحصى

فوق لهيب القلق

يُخبىء لهم الحزن ذو الطابع الهني

ينصب بين دقائقه مقصلة للعابرين

يدميهم بشظايا الصمت المكسور

فيضج الصراخ معلناً

حداده على صوته البكر .

رسول حنين

رسول حنين

حرفي الصغير يثرثر

كينبوع على صدر الورق

يرفع أشرعته البيضاء

لمرفأ قلبك الأخضر

يقفز كأرنب بين السطور

يتفيأ ظلالك الممزوجة بالعنبر

يداعب أحلامي كعاشق ثمل

بشفاه لا يثوب لرشده فيصحو

ولا يتوب عن خمره فيعقل

تزهر رؤوس أصابعي

كلما هممت برسم اسمك

ريحاناً وزنبق

أوحد قلبي

في لون الدم أنت

رسول حنين تصدح بأغنية

 الحب الأعذب .

حروف عارية

        

       حروف عارية

من أين يأتينا الخوف

ليسكن قلوبنا طارداً أسراب الأمل

ينصِبُ الليل مسرحاً للقصاص

يعرض علينا هزائمنا

يفغر الوقت فاهه يلاحق أرواحنا

لم يعد هناك ما يُنتظر

تناثر كل شيء كحبات المطر

تهاوت أحلامنا كمعبد ضج بذنوب رواده

فآثر التداعي بيد القدر

تمددت المسافات خلف سراب لعوب

فاستسلمت خطواتنا من طول السفر

ها نحن ذا نخط أحزاننا بحروف

عارية من رداء الفرح

فمنذا يحاسب حرفاً منزوع الخجل .

  

القصيدة التي نشرت بالعدد النسوي بمجلة معارج بعنوان الأمومة ...

         نطفة النور

ممتلئة كحبة مطر

أنتظر هطولك عرساً من الألوان

تختصر عمراً قاحلاً بلحظة انبعاث

جذورك تقتفي خطوات النور

تُبشر عمري بالضياء

تُؤثث لبزوغ فجر الأمل المستمر

يُصافح الروح بالخيرات ينهمر

ربيعاً يعرش على جدران القلب باحتواء

يعدُني بفرحٍ لا ينقضي

تسابيحاً تطوف بي بمدار الهناء

تمنحني أجنحة لأضرب موعداً مع الله

فمنذ سَكنتَني سكنتُ السماء .

غفوة التيه

غفوة التيه

غفوة ترتدي ستار الليل 
تمتد لأصابع الشمس تحجب ضجيجها
في انتظار شيء ما
أحمل حقيبة وجودي
يتمرغ الحلم في جيبي ببرزخ العراء
الصمت يبتلع المكان
السكون يتصيد الفرح
الأبواب مواربة نحو زمن ما قبل الذاكرة
ازحف بحمل ينوء بي ، صور تنوح
ودثار الخوف يلبسني
السراب يخادع الرؤى يشدني
اتدحرج نحو التيه
لأجدني عند مشارف الصبح
مبتلة بحزني .

طينة النور

طينة النور

خُلقتَ من طينة النور

لا حظ للظلمة فيك

صَلبتُ بطهرك ماضٍ

متشبثاً بذاكرتي

يُغرقني بفيض حزنٍ

يحملني على مركب الألمِ

مُصْمت الملامح كأنه الموت

رائحته الصقيع

أظُلُكَ كغيمة عارية

فازرعني بنطف المطر

لأعيد ملامح الغد السعيد .

اتجاه الريح

             اتجاه الريح

تغير اتجاه الرياح

وخلفه أرواحنا متعطشة للرحيل

تتقاسم فتات الأمل

تتبادل الصمت أحاديث

تستحم بحاضر بلون التراب

يلملم همَه يُعبؤوه في ذاكرتنا المرتبكة

الموتى يملؤون منا الفراغ

يتكاثرون في رحم الحلم

منتظرين مخاض الألم

ليعبروا ضوء الظلام

محاصرون نحن

بزمن لا عمق فيه

ننتظر نبياً ضائعاً نرتجي منه الخلاص

فلا الدرب يأتي به

ولا الصبر يحتمل تمادي السراب

فالنغير اتجاه أحلامنا

نتحرر من تسَيد الرياح

نرفع فوق حدود اليأس راية النصر

فنحن أنبياء الخلاص .