قيامة

                         قيامة

أخيراً أفقت

من نومي الضارب في التاريخ

منذ ألف عام أو يزيد

تغيرت الفصول والبلاد

تغيرت لهجة العباد

والنفوس خاضت في الوحل

تمرغت في التراب

علت الأصوات بغوغاء

مزقت أستار السحاب

ما من مطر يزرع الحقول سنابل قمح

يوزع الحكمة على عقول الحمقى

ما من مطر يغسل القلوب السوداء

من يعيد الأرض لعهد الأنبياء

ساجدون ... عابدون

لرب واحد ... لدين واحد

يمزق أستار الغباء

أخيراً أفقت

على دمار ودماء وأشلاء

شعوباً تسكن العراء

أفواهاً جائعة .. عقول من خراب

ترمي الموت في كل اتجاه

فلا صوت إلا صراخ ونباح

ولا ضحكة تسمع إلا فحيح بكاء

شيوخاً يضربون الأرض فتخرج ناراً

تحرق الطيبة في الفؤاد

تزلزل أركان الحق

فيتمايل دون بوصلة تعيده لنفس الاتجاه

نوافذ الروح مشرعة

على جحيم من ألم

نساء يلدن أبناء العذاب

أخيراً أفقت

وليتني بقيت في سبات

في موات

فما عادت الدنيا بدنيا

وما عادت الأرض ذات الأرض

ولا الناس عبيداً لرب السماء .

عُري الحياة

                         عُري الحياة

أحمل قلبي وأكتب ابتهالاتي

رافعة حروفي

معلقة بين السماء

إشارات استفهام وتعجب

ونقاط تلتف حول طرقي

هادمة خطوط آمالي

التجئ لترنيمة تردد

صدى آهاتي

أرقد هنا بعيون مغمضة

ومشاعر تتوقع انفجار الآتي

أئن وحيدة

وتئن بصوت يبلغ آفاقي

أضم فجيع الصوت

أقبض على أشباح الاغتراب

بين روح تنوح

وقلب يشتاق التلاقي

تعال إليّ

آتيك بذاتي

لنبدأ عري الحياة

بعيداً عن أنامل الموت .

أحرق حروفي

أَحْرَق حَرُوْفِي


" حَرَّوْفِك تَبْكِيْنِي
تُحَطِّم سُدُوْد الْدُّمُوْع
فَتَنْهَمِر دُوْن رَحْمَة
مُغْرَقَة عُيُوْنِي وَالْشِّرَاع
تُدْخِلَنِي عَالِم غَرِيْب
حُلُم يَطَّوَّف بِأَثْوَاب أَلَم
حُزْن يَسْكُن بَيْن الْفَوَاصِل
يُزَرْكِش مَعَانِي خَطّها الْيَرَاع " ...
حَمَام حَمْل سَحَاب كَلَامُك
أَرْعَد فِي أَرْضِي
فَتَهَاوَت لَه أَرْكَان الْسَّمَاء
يَتَغَلْغَل بَيْن رُوْحِي وَنَفَسِي
فَأَسْلَمَت لَه سَمْعِي
وَتَرَاجَعَت نَحْو مَخَابِئ الدَّهْشَة
أَتَّكِئ عَلَى اسْتِحْيَاء
فَكَيْف حَرُوْفِي حَبِيْبِي
تُوَرِّثُك الْبُكَاء
وَتَغْرَق نُوْر عُيُوْنِك
بِظُلْمَة وَشَقَاء
وَأَنَا مَا كَتَبْت إِلَا
لِتَتَرَاقَص بَيْن سُطُوْرِهَا
تُنْسِيْك مَاض ٍ تَوَلَّى
قَادِم لَا نَدْرِي
أَيَأْتِي سَعِيْدا
أَم يُغَطِّيْه ضَبَاب الْعَنَاء
أَخْلَع عِنْد حَرُوْفِي ذَاتِي
فَتَأْتِيَك بِكُل طُهْر وَنَقَاء
أَعَمَدَهَا بِالْحُب
أَزْرَعُهَا أَزْهَار عِشْق
أَسْتَنْطِق أَرْضِهَا بِأَلْحَان وَغِنَاء
فَكَيْف يَأْتِيَك حُزْنِي
مُتَجرّدا فِي الْخَفَاء
رَادِما دَفَء شَمْسِي
بَثُلُوْج اسْتَعَارَهَا مِن عَبَاءَة الْشِّتَاء
يَتْلُو حُرُوفَا مَحَوْتَهَا
أُخْرِسَت صَوْتَهَا فَطَأْطَأْت
رَأْسِهَا بِخُشُوْع وَوَلَاء
لِتَبْقَى سَمَاؤُك تَصْدَح
لِتَبْقَى عُيُوْنِك تَضْحَك
وَليَغْمَرَنِي وَحْدِي
فِي عُزْلَتِي بَوْح الْنِّدَاء
لِغَد مُنْتَظِر
لَأَمَل يَتَفَتَّح كَبُرْعُم
فِي شَتْلات رُوْحِي يَتَشَبَّث بِالْبَقَاء
حَرُوْفِي تِلْك الَّتِي
أَجْبَرْتُك عَلَى الْبُكَاء
مَزَّقَهَا
أَحْرَقَهَا
وَدَع مِنْهَا مَا يَطِيْر مُحَلّقَا
بَاسِمَا فِي الْفَضَاء
وَخُذ قَلْبِي بَيْن يَدَيْك
دَاعِبَة بِرِقَّة وَصَفَاء
فَمَن أَجْلِك أَنْت أَكْتُب
وَمَن أَجْلِك أَكُوْن الْبِدَايَة
الَّتِي لَا تُعْرَف انْتِهَاء .

أنتظر اعتذاراً

                                              أنتظر اعتذاراً

أَبْعِد كَلِمَاتِك عَنِّي
كَنَصْل سِكِّيْن تَنْهَال عَلَي
حَادَّة كِحَوَاف نَظَرَاتِك
تَخّر لَهَا أَطْرَافِي مُتَسَاقِطَة
كاوْرَاق مِن حُضْن شَجَرَة
مُخَدَّرَة انَا
تَنْهَار مُقَاوَمَتَي
عَارِيِّة أَمَامَك أَصُد سَيَاطُك
بِيَدِي
دِمَائِي تُغَطِّي حُزْنِي
قَسّوَتِك تُحْجَب الْسَّمَاء
أَرْتَعِش بَيْن يَدَيْك
هَمَّا
أَنْتَفِض احْتِرَاقَا
أَتَطَايَر رَمَاد
نَارِك تَشْتَعِل فَي
دُوْن انْطِفَاء
تَكْسِرُنِي وَأَعُوْد ضِلْعَا
لِأَضُم قَلْبِك بِحَنَان
تُوَقِّف الْوَقْت
عِنْد نُقْطَة الْصِّفْر
تَخْتَفِي الْدَّقَائِق
خَلَف عَبَاءَة الْسَّاعَات
أفِر إِلَيْك
هَارِيّة مِن نَارِك
لبردِك
مِن ظَلَمَك
لِعَدْلِك
تِسْتَرِحِم أَجْزَائِي
أَجَزاؤُك
أَضُم فِيْك حُبِّي
صَامِتَة
لَيْس عَجْزَا
لِأَنِّي أُحِبُّك
أَغْرَق بِوَحْل اتَّهَامَك
علّك قَبْل الْمَوْت
تُنْقِذُنِي بِكَلِمَة اعْتِذَار .

غريق شفتي

                                 غريق شفتي

حَارَّة هِي
نَار أَنَا
قِهْوَتِي تَنْشُر شُبَّاكِهَا
حَوْلِي
تَأْسُرُنِي بَيْن عِشْقِهَا
وَعِشْقِي
تَتَرَاقَص
بَيْن خُيُوْط دُخَانُهَا
أَنْفُث آَه
حُرْقَتَي
تَتَهَاوَى فِي سَمَاء
فِنْجَانِي
تَمُد يَدَيْك
أَمُد شَفَتَي
أُنْقِذُك
أَلْمَسْك
أُضَمِّك بَيْن شَفَتَي
الْعُلْيَا
وَشَفَتِي الْسُّفْلَى
أَتَلَذَّذ بِرَائِحَة
عِطْرُك
أَسْكَر مِن هَوْل
عِشْقِك
أَتَجَمَّد
أَقِف عِنْد حُدُوْد
الْلَّحْظَة
أَخَاف ابْتِلاعِك
قَابِعَا هُنَا
كَمَرْكَب تُصارع لِلْبَقَاء
بَيْن شِفَاه جَائِعَة
وَزَبَد هَادِر
يَزِيْد ظَمَئِي
أُغْمِض عَيْنِي
تُمْطِر سَحائِبي
تَتَشَبَّث بِذُيُوْل
دَمْعَتِي
وَتَعُوْد لقَدْحي
غَرِيْقَا تَسْتَجْدِي
لَهْفَتِي
صَرِيْعَا بَيْن
قِهْوَتِي
وَشَفَتِي.

حبك يزهر ياسمين

                        حبك يزهر ياسمين

قررت أن أفرح اليوم

فالفرح قرار كما الحزن قرار

فحملت صورتك وقبلتها

وهمست لشفتيك بسؤال

وانتظرت دهراً لجواب لم يأتني

لصوت ظل حبيس البرواز لأعوام

حملت شوقي ورحلت حيث أنت

رجلاً يملك القلب

يعرش على جدران الروح

كياسمينة لا تمل التقدم

طولاً وعرضاً ... شرقاً وغرباً

وقررت البقاء حيث أنت

حيث الحياة

وهناك جلست أنظرك

بصمت .. بكلام .. بأفعال حمقاء

مشاغبة حيناً وهادئة حيناً

أمزق أوراق أشعارك

أصنع منها قوارب علّها تحط

فوق شطآنك وتجد بين مرافئك الأمان

أسكب قهوتك فوق أصابعي

أصرخ ألماً ...

وما بي من احتراق يزيد

من ألم الاحتراق

لتلمس أصابعي وتبعث من شفتيك

هواءً يُعيد لها بردها

يشعل في قلبي النيران

وأدعي النوم بعد تعب وإرهاق

فأغمض عين وأخرى تنتظر

أن تأتي لتغفو معي

لنقتسم الحلم

ونتشارك الغطاء ...وتغمرني بأنفاسك

فيغمى عليّ وتوقظني

تضمني فأبحث في أقصاك

عن نقطة مجهولة

مكان غير مأهول

أسكنه وحدي وتنساني هناك

وأنساني أنا ...

قررت اليوم أن أعلن حبك

وأنسف سنوات الصمت

والقرارات المؤجلة يوماً بعد يوم

أن أكشف جميع أوراقي

أكسر أقلامي وأسكب الحبر الصارخ

فوق ثيابي ...

مضرجة آتيك بحبي

وحين فتحت فمي خرجت ياسمينة

وحطت كفراشة فوق يديك

فشممتها وشممتني

قبلتها وقبلتني

فنسيت ما الذي أردت قوله

وما الذي جاء بي إليك

ونسيت نفسي .

عبودية

                                       عبودية

يَمُد يَدَي إِلَيْه
وَيَضَع حَوْل مِعْصَمَي
غِلْالَا مِن ذَهَب
مُوَشَّى بِبَعْض عَقِيْق
وَحَوْلَه غَابَة مَوْت
وَحُرِّيَّة مُكَبّلَة لْوَادِي شَرَر
تُرَاق دِمَاؤُهَا
دُوْن وَجَل
يَرْسُم حَوْلِي طَرِيْق
الْسَّعَادَة
بَيْن تَرَف وَسَمَر
وَلَيْل مَات ضَوْء نَهَارُه
فَأَصْبَح الْبَدْر
شَبَحَا مِن زُجَاج
يَتَمَايَل بِلَوْعَة وَقَهْر
غَرِيْب أَتَانِي
حَوْلَه جُنْد مِن غُبَار
يَقُوْل : أُحِبُّك
فَكُوْنِي لِي
وَرْدَة فَوَّاحَة
وَكُوْنِّي لِي
أُرْجُوْحَة وَقْت الْضَّجَر
يَا مَغْرَمَا
دُوْن غَرَام
يَا رَجُلا دُوْن انْتِصَار
يَا قَلُّبَا مِن حَجَر
امْرَأَة أَنَا
مِن نَسْل الْطُّيُوْر
لَم أُدْخِل يَوْمَا قَفَص
بَل أُغَرِّد فَوْق الْدِّيَار
أَطِيْر بِحُرِّيَّة رَغْم الْخَطَر
أَغْزِل مِن الْشِّعْر
قَصَائِد تَتَرَاقَص كَبُوَذِي
عَلَى نَار الْجَمْر
تَحْلِق فَوْق سَمَاء الْدُّخَان
فَتُخْلَق مَن الْعَدَم
ضَفَائِر مَطَر
أُحَاكِي دُمُوْعْا جَفَّت
مِن بُكَاء
أُنَاشِد هَامَات أُنْحَنَت
مِن شِدَّة الْأَلَم
لَا أَخَاف مِن غَدْر
مِن ضَيَاع
قَوِّيَّة رَغْم صُرُوْف الْدَهْر
أَعِيْش الْحَيَاة
دُوْن خَوْف
أَسِيْر دُوْن الْتِفَات
وَارْتِعَاش يُزَلْزِل تَحْتِي
أَعْمِدَة الْشَّجَر
حُرَّة أَجَابَه جَمِيْع
الْصِّعَاب
فَلَم تَكُن الْعُبُوْدِيَّة لِي
يَوْما قَدْر .

رذاذ عبير

                                   رذاذ عبير

مَعَك أَنَا
دُوْن رُتُوَش
تَتَوَحَّد أَلْوَانِي
تَتَشَابَك الْخُطُوط
يُمْتَد عُمْقِي لْخَارِجِي
يُشَاهَد أُوْلِي آَخِرِي
تَتَصَادَق الْأَضْدَاد
تَتَنَاغَم الْحُرُوْف
أَمُد إِلَيْك أَحْلَامِي
جُسُوْرا أَفَرْشِهَا بّالْوُرُوُد
تُمَد إِلَي إِرَادَة
تُكْسَر الْقُيُوْد
أَمْتَطِي جِمَاح رَغْبَتِي
أُسَابِق طُوَفَان الْشُّعُوْر
أَرْتَمِي حَيْث لَا نَار
حَارِقَة
لَا رِيْح تَحْمِل الْشَوْق
لِبِلَاد الْجَحِيْم
أَرْتَدِي رَعْشَتِي
أَسْتَنْطِق الْصَّمْت
أُبَاغِت حَرِيْر مِخَدَّتِي
بِشِفَاه تُلْهِب شَرَانِق
الْخُمُول
أَسْتَلْقِي عَلَى عَقَارِب الْوَقْت
أُبَاعِد بَيْن آَهَاتِي
أُعَانِق نَخْلَة الْحُب
أَغْرَق بِعَتْمَة الْجُنُوْن
أَسْبَح بَيْن آَمَالِي
لْمَرافِئ تُمْنَح الْعَاشِقِيْن
جَوَاز مُرَوّر
أُسَافِر فَوْق آَهَاتِي
أُعَبِّر شَوَاطِئ الَغُيُوَم
وَحِيْن دِفْؤُك يَغْمُرُنِي
أَعُوْد امْرَأَة أُخْرَى
شَفّافَة مَخْلُوْقَة
مِن رَذَاذ عَبِيّر .

أتيت في زمن ليس لنا

                        أتيت في زمن ليس لنا

تتسلل إليّ بصمت

فأغمض عينيّ تجاهلاً

تضج بك حواسي

تتمرد عليّ فأنحني إليك

مشرعة أبوابي لرياحك

رافعة أمامك رايتي

مستسلمة رغم قيودي

أتيت في زمن ليس لنا

وقفت أمامي وكلي انتظار

أنظر إليك بلهفة وشوق

ويردعني داخلي مسلسلاً

عواطفي خانقاً دقات قلبي

مجبرة انا على التريث

مجبرة على الاحتضار

فليس الحياة أنفاس تطّل

من صدري المحاصر بالآه

وليست هي ذلك النور

الذي أراه في النهار

هي نظرة تجتاحني فترميني

صريعة أحلام

هي لمسة تعيد لي ربيعاً

تيبست أزهاره قبل الأوان

وتمر أمامي صامتاً

تجر خلفك أذيال الكلام

وأجري إليك أنا

أشدك نحوي

وكلي .. كلي يقدم اعتذار

فكيف أكون أنا

وأنا لا أدري كيف أنا

تجرني آلاف القيود

نحو مستنقع الأيام

فوضى تعم داخلي فأصرخ

وصوتي المخنوق لا يجد الفرار

بربك ... رفقاً بي

فأنا وحيدة في غربتي

ووجودك وحده يمنحني الأمان

فلا تأتي كرياح صيف

وتغادر محطماً ظلي كإعصار .

حبيب من ورق

حبيب من ورق

تكتبني بين حروفك

نقطة أو أكثر

تغطيني بدفئها

تمنحني حبها

وترحل ...

أريق رغائبي

على ورق أبكم

صداع يشقني

بكاء يحفرني

وأغرق ...

بين حرف وحرف

بين سطر وسطر

أنتظر قدومك

لتمد يديك عبر خطوطك

تتسلل من نقاطك

من حروفك

نتبادل أشواقنا

أحلامنا

قبلاتنا

لنغادر سجن الورق

الأسود

لأسمع صراخ

صوتك الأخرس

مللت انتظاري

كرهت إذعاني

لعاشق يضاجعني

على سرير من ورق أجوف

يفرغني بنزيف أزرق

فأجرع آهي بكأس فارغ

على سجادة صلاة

أشكو لرب السماء

بكلمات دون ملامح

أعالج نزعي الأخير

أجرّ خيبة الوله

على وقع أقدامي

أتمايل كطائر

مسجوناً في قفص

يغرد دون صوت

يكتب بحروف من وجع

" لا أريد حبيباً من ورق " .

فراتي الكلمات

                            فراتي الكلمات

كلماتك كقهوة الصباح

لذيذة ... لذيذة

نقية ... شهية

دافئة توقظ القلب من غفوته

تعيد للعمر بعض الصفاء

عمر كميت دون روح

جاثم على صدري دون حراك

أبعده بكل قوتي

بإصرار ضعفي

يحفر قبره بين أضلعي

ويستلقي منتظراً يوم الحساب

ما أعذبها تلك الكلمات

أشرقت كالشمس

فترامى الليل حولي صريع النور

وانتفضت بعد يأس وانتحار

لم أكن يوماً حزينة

ولم تكن تلك الليالي

قوية ... سليطة اللسان

كما هي الآن

تمر أمامي الأحزان حزينة

مقتولة الرجاء فاقدة بهاءها

كعجوز تجر ثيابها السوداء

والأمل حولي راقص على موسيقى " ياني "

فأي انتظار لغد

ولديّ صك غفران

ولديّ الدنيا بأسرها بحلوها دون مرها

ودموعي ضاحكة تهطل طاهرة من ملحها

كذنوب نبي دون آثام

فآآآآآآآآآآآآآه ماذا فعل هذا الزمان

لأرتدي ثوب الحداد

على قتيل قبل الميلاد

وأرتمي مرجومة بنار

والصمت حولي يغتال الكلام

وهم كانت حياتي

ومحض خيال ذاك الفرح

وذاك الابتسام

وحين أتت كلماتك

مائية الروح ... فراتية

غرقت بها حتى الطهر

فولدت امرأة من نطفة رجل

أحياني ببضع كلمات .