الاثنين، 31 مارس 2014

فسحة للعناق






             فسحة للعناق

لـــ لريح الأرض
ولـــ لقمر السماء
ولنا فسحة من الوقت
لـــ نرتشف عطر الشفاه
نُغلق نوافذ الحلم المتعب
من التصور والإختلاق
تـــ تعاقب الفصول دون ملامستنا
مسربلين بالضباب
نلاحق ظل الذكرى المترنح
نرمي آخر أوراق التوت
نتعرى مما  سوانا
لنكن نحن ... لنكن لنا
نطوي صفحة الوعي نرسلها في سفر العتمات
غرفة صغيرة ببضع أمتار
تكفي لـــ نزرعها قُبلاً
نرويها بعنفوان اللهاث
كفارة عن ليالٍ
ريانة بالصبر , مشبعة بالإنكسار
تضمنا كأننا الباقين على قيد الحب
في زمن الخداع
نعزف لحن العصافير
تسافر أنفاسنا على أجساد وأدها الخوف
في مقبرة الظلام
وحرائق باردة كـــ الموتى تزحف نحو الرماد
نُشعل النار فيها لا طافئ
لنا اليوم إلا العناق
يباس يحتل آمالنا
يُغطينا الوحل وهماً
نصطلي عجرنا , يشدنا التراب
نثور على وحشية الأقدار
فما جدوى الحياة دون عناد .



الأحد، 23 مارس 2014

ذاكرة الخراب





                        ذاكرة الخراب

دقت ساعة الغدر
عن ليل بلا صباح
تهاوى قناعك كـــ مرآة
أصابني بعميق جراح
ضجيج يصرخ بي
عواء قلبي المستباح
أهذي دون وعيٍ كأن الروح تغادرني
وحيدة تتركني في ضياع
ومقعدي ذاك الذي ظنته بلا حياة
بـــ غضب يضربني
كأسي الفارغ يصب جام مكره على رأسي
جدران غرفتي تضيق ... تضيق
تحاصرني
وخنجراً يلوح في الفراغ يُفرغ
حقده على ظهري
يا لفجيعتي ............
كيف مسحت من سقفي السماء
كيف استطعت أن تسحب أنفاسك من صدري
تمنع عني الهواء
بيديك الباردتين كتبت تعويذة البكاء
أقمت على أرضي مقابر حب
تناثرت أجداثها في العراء
أوراي سوأتك بـــ رداء حزن
أثور ... أثور
هواجسي تشنقني
مشلولة دون حراك
وعقلي الشارد يتداعى في ذاكرة الخراب
كيف لـــ صبري أن يمدني
بدفعة من تصّبر واحتمال
ونارك تأكلني لا ماء يطفؤني
لا يد تنتشلني من العذاب
لعبة قاتلة كان حبك
أنستني براءة طفولتي
حبر قصائدي
تلاشى كل ما كان قبلها من هناء .



السبت، 15 مارس 2014

خيول دمي





                     خيول دمي

حين يفرّ الصباح من سجن المساء
ألملم ملاءات حزني
أهديها لـــ صندوقي الخشبي
أعلق المفتاح على مشجب الصبر
أرسم على وجهي ابتسامة الوهم
وأدور حولي كـــ نقطة موشومة في دائرة
مكبلة بالمستحيل
لغز يرتلني لـــ لغز
ترنيمة دون فم
مسلوبة الصوت , تتحرى الأنين
وحدي ما زلت على قيد
الأنفاس لاهثة
شاحبة الأحداق
أصابعي لا تشير
قلق يُسلمني لـــ قلق
وفي غنائي بحة من وجع قديم
أسطورة الحزن
تموسق مشهد الختام على صدري
تزأر بآخر معاقل الحنين
تصلبني على منارة الوقت
تسحب ببطء ضجيج الدقائق
تقرع أجراس قداسها الأخير
تنطلق خيول دمي من حصنها
تخلع بؤس التجاعيد عن غدي
تُمطر الكلمات بعطر التمرد
تُعمدني قديسة زمن الرحيل
فأضرب موعداً مع الفرح كي يجيء
ويعاندني القدر ولا يجيء .


الخميس، 6 مارس 2014

هادي ... شهيد الشآم





          هادي ... شهيد الشآم

نور عبر صمت الظلام
حطم وهم الحقيقة المدعاة
كشف زيف قناع تلّبس روح الحياة
هادي ... شهيد الوطن
دماً روى ياسمين الشام
تماهى كـــ سيف قطع رحم الفناء
مزق خماراً مرفوعاً في وجه الضياء
جسداً تحرر من نفسه
ملاكاً تجلى بـــ بروح الإله
بدّد كائناً من خيال رمل وغبار
هواء تعاقب على الشآم
أعاد الربيع بعد انتحار خريف الخراب
علا الموت مصاف النجوم
أمطرت الشهادة برداً وسلام
قصائد شعر سورة قاسيون
أغرقت بردى عذوبة وشفاء
أطاحت كـــ أوراق لعب اسطورة السراب
شهيداً غنى بصوت المحبة
فأسمع عصوراً مرت بصمت
وأخرى ستأتي بشموخ وإباء
هوذا بطل كتب سفر الخلود
لـــ جنة الله الى الارض
وجنة الله له في السماء .