قيامة
أخيراً أفقت
من نومي الضارب في التاريخ
منذ ألف عام أو يزيد
تغيرت الفصول والبلاد
تغيرت لهجة العباد
والنفوس خاضت في الوحل
تمرغت في التراب
علت الأصوات بغوغاء
مزقت أستار السحاب
ما من مطر يزرع الحقول سنابل قمح
يوزع الحكمة على عقول الحمقى
ما من مطر يغسل القلوب السوداء
من يعيد الأرض لعهد الأنبياء
ساجدون ... عابدون
لرب واحد ... لدين واحد
يمزق أستار الغباء
أخيراً أفقت
على دمار ودماء وأشلاء
شعوباً تسكن العراء
أفواهاً جائعة .. عقول من خراب
ترمي الموت في كل اتجاه
فلا صوت إلا صراخ ونباح
ولا ضحكة تسمع إلا فحيح بكاء
شيوخاً يضربون الأرض فتخرج ناراً
تحرق الطيبة في الفؤاد
تزلزل أركان الحق
فيتمايل دون بوصلة تعيده لنفس الاتجاه
نوافذ الروح مشرعة
على جحيم من ألم
نساء يلدن أبناء العذاب
أخيراً أفقت
وليتني بقيت في سبات
في موات
فما عادت الدنيا بدنيا
وما عادت الأرض ذات الأرض
ولا الناس عبيداً لرب السماء .